حَملْتُ قَلَمِي وأوْرَاقِي.. وعَزَمْتُ إخْرَاجَ مكْنُون
فُؤادِي.. علّ ذلِكَ يشْفِي آلامِي..
نسجْتُ حُرُوفي ونسَّقْتُها وشرَعْتُ أسجّلُ كلمَاتِي..
نسجْتُ حُرُوفي ونسَّقْتُها وشرَعْتُ أسجّلُ كلمَاتِي..
انتَفَض قلمِي قائِلا: "أَيْ رايَة.. حسْبُكِ.. ما عَادَ
بي طاقةٌ تنقلُ بوْحَ جنانكِ... رفْقًا بي فما عُدتُ أقوَى على وصْف حالِ أمّتِنا
المكْلومَة.. كتَبتُ عن فلسطِينَ فتلتْها العِراق.. واسْتنصرْتُ لليمن فتلَتْه
مصرُ والشّام و...."
قاطعته: "ومَنْ لأمّتِي -بعدَ الله- إن خرِسْتَ وتقهْقرْت؟
ألمْ تكُن يوِما شوْكة تقضُّ مضَاجِع الظّالمين؟ ألمْ تكُن يوْما نبْراسًا
اهْتدَى بنُورِه الحَائرُون؟ أفنقْعُد نبْكِي مَجْدًا مضَى دُون أن نسْعى
لاسْترْجاعه؟ عَهْدي بكَ شُجاعًا لا تخْشَى ملامَ اللائمِين!"
أجَابنِي: " عُذرًا رايَة
الإسْلام.. أمَّتكُم ماتت.. ومن مَات لا يَحْيَى إلّا يَوْمَ الدّين...
أمَّتُكُم لم تعُد تعِي من الإسْلامِ سوَى اسمِه.. خبَا نُور العَقيدَة فِيهَا
فأضْحَتْ كالأنْعَامِ لا تبْغِي سِوى إرْضَاءِ نزَواتِها.. فكيْف تأملِين أن
يُبعثَ النّصْرُ من رحِم هذِه الأمّة؟؟!"
خَفَضْتُ طرْفي وغمْغَمتُ:
"ربّمَا نعَم خَبَا نُور العقِيدة فينَا.. لكنّه لم ينْطفِئ.. كَذاكَ أمّتِي
لمْ تَمُتْ... أُمّتِي تنْتظِرُ فقطْ من يوقِظُهَا من سُباتِها فتُحيِي عِزًّا
زَالَ واندَثَر... أمّتِي خيْرُ أمّة أُخرجَتْ للنّاس سينصُرُها ربُّ العزّة ولوْ
بعْدَ حِين...
هَذا وعْدُ ربّي.. ولا يُخْلِفُ
اللهُ المِيعَاد.."